فن الإسقاط وجحيم السقوط | سميح مَدَار
سميح مَدَار - شاعر وأديب
خلق الله البشر متشابهين جنسيا تماما ومختلفين من حيث الصفات والتعامل مع الأحداث ، وكان للمحيط الأثر الكبير الى حد ما في تشكيل الصفات التي تتصف بها البشرية، وخُلق الفكر ملازما لهذا الانسان لكبح جماح سوءه، وارتبط نجاح الانسان بمقدار تغلبه على سلبيات نفسه والوسط المحيط
ولكن تميز البشر بينهم بصفات معينة معنوية ميزتهم عن غيرهم واتصفوا بها ووهب الله كل إنسان ميزته الخاصة وترك له موضوع تنميتها وتغليبها على باقي طباعه وارتبط نجاحه بمدى تقديره لتلك الصفة والعمل على إظهارها وبالتالي جني ثمارها.
فلسنا هنا لمقارنة أنفسنا بفلان او غيره، بل نحن هنا لإظهار وتنمية ما تميزنا به عن باقي البشر ولو كان البشر ذو طبيعة واحدة لما كان للإبداع معنى، ولكن بقي الإبداع في التميز وبقي التميز في مدى إظهار الانسان لصفته او صفاته التي تميز بها وامتلكها دون سائر البشر .
إقراء أيضا:
مؤسس فيسبوك يعترف: ارتكبنا خطأً
وهنا سأتحدث عن ما اسميه فن الإسقاط وجحيم السقوط؛ كما اسلفت بالحديث عن اختلاف البشر وتميزهم عن
بعضهم البعض ، يسعى الكثير لمحاولة إسقاط شخصية اخرى على نفسه متناسيا لصفاته الشخصية او فاقدا للإيمان بنفسه، وهنا يسقط الانسان ضحية لمحاولته إسقاط شيء ما او شخصية ما على نفسه لأنه هو نفسه وليس الاخر وشخصيته هي نفسها وليس الاخر وكأن لكل إنسان تركيب شخصي معين نسميه تركيب هندسي لتوضيح الصورة، وبالتالي من الصعب وضع شكل هندسي معقد التركيب وإسقاطه في قاعدة هندسية اخرى مختلفة في التركيب والتعقيد ، وبالتالي تتشوه الصورة او الشخصية وتصبح مجرد شكل لن يصمد طويلا وإن لم يسقط فسيظل عالقا وربما السقوط هنا سيكون افضل من ان يظل معلقا ، فالسقوط قد يعيد بناء أفكار وترتيبها من جديد بينا التعلق ليس سوى قيد وبعده سيكون سقوطا مميتا لذلك عِش نفسك ولا تعش الاخر ، وكن انت نفسك.
ابحث عن نفسك عندما تجد نفسك أسيرا لشخصية ما او مرغما لتقليدها، وستكتشف انك مميز عن باقي البشر بصفة قوية وطاغية ربما لم تُخلْق لسواك، وتذكر دائما ان الله عادل في خلقه ولكن نحن البشر من نهمل ونغيب الفكر تماما باحثين عن مظاهر الأشياء وتقليدها.
الشعور بالنقص إشارة مفادها انك مغيب فكريا ومهزوم داخليا، وبالتالي سبيل النجاة ليس بالتقليد المظهري بل بفك القيد عن ذلك الجندي الخفي الموجود في أعماقك والمتمثل في فكرك وشخصيتك وصفاتك التي تميزت بها عن سائر البشر.
ونصيحة اخيرة : عِش نفسك وابحث عن ماردك الموجود في اعماقك وانطلق، فلك طريق مختلف ليس الا لك ، ولا تزاحم الاخرين بصفات ليست لك.
العرب والصين
قراءة تحليلية لعلاقة العرب والصين