الابتعاث العشوائي إشكالية قانون ام ضمير؟

هل تبحث عن فرصة عمل؟ أخبرهم عنك

---

بقلم : صلاح النهام

تكاد اليمن الدولة الوحيدة في العالم التي تبعث طلابها الى الخارج دون اي خطط مسبقة او مستقبلية 

.تبعث اليمن الآف الطلاب سنويا معظمهم لدراسة البكالاريوس , نتيجة الفساد والمحسوبية تقف الدولة عاجزه عن اداء وظيفتها في عمل بحوث وخطط مسبقة لدراسة العجز في التخصصات واختيار الطلبة المناسبين للابتعاث ووضع شروط مسبقة لكل من يتقدم لتلك المنح.

 حيث ان المنح الدراسية اصبحث باب لتحسين الوضع المعيشي لبعض الاسر وهذا ما يطمح به بعض الاهالي من وراء ابتعاث ابنائهم...غياب دور الاسرة التوعوي يساهم في كارثة مستقبلية يتكبدها الابناء , لن أذهب بعيدا  سوف أبدا في شرح حالتي الشخصية كمثال لذلك ,أتيت إلى الصين قبل عقد من الزمن على أساس طالب مبتعث بدون منحة ,كيف؟ للقصة بقية..لايهم كيف كان ذلك الأهم من ذلك هو أني أتيت إلى الصين لدراسة الطب

---

إقراء أيضا

النفاق الذاتي | د.زكريا المذحجي

فن الإسقاط وجحيم السقوط | سميح مَدَار

رسالة عاجلة إلى معالي السفير

مقالات : من قتل حسون؟

صديقي الغالي الغير محترم

---

أتيت إلى الصين بغير معرفة مسبقة بهذا البلد,  كل ما كنت أسمع عن هذا البلد هو البضائع الرخيصة ذو الجودة الرديئة , لا يوجد لدي خلفية حول اللغة او المجتمع او التعليم كانت اخطاء تشاركها مع الدولة والاسرة ...دارت الايام أكملت دراسة اللغة على أمل أن تصل المنحة وأكمل ما كنت أحلم به أن أكون طبيبا, لكن ماحدث هو العكس تماما , لم تصل المنحة ولم أدرس الطب , تحولت الأهداف وتغيرت الأحلام .

تلقيت العديد من النصائح تحثني على عدم دراسة الطب في الصين حيث أن الصين بلد غير مناسب لهذا المجال , في الحقيقة لم أتأثر بتلك النصائح لوجود هدف محدد هو الطب , الجانب الاقتصادي حال بيني وبين الطب بسبب التكلفة العالية لدراسة الطب.. حيث أنني كنت من الطبقة المتوسطة او الفقيرة ان صح التعبير, قررت دراسة تخصص آخر بحثت عن أفضل التخصصات في الجامعة التى درست اللغة فيها فكان تخصص هندسة الطرق.

 عدت أربع سنوات وأخيرا جاءت المنحة  أي في آخر سنه جامعبة , في هذه السنة تغيرت بعض الأشياء عندما كنت على حساب الوالد اطال الله بعمره كنت أقارن المال بالعم وأحسب كل ماو كم حصدت مقابلة من العلم ,عندما وصل المال العام احسست بان هذا المال مال عام ولم اكترث اين صرفته وكيف..في تلك اللحظة تذكرت كم شخص لدية منحة من الدولة ولم يكترث كيف صرف هذا المال لانه مال عام لا يحاسب عليه,فعدت الى محاسبة نفسي مجددا لأني لم أعتاد على البذخ.

 يعتبرهذا أحد جوانب عجز الدولة بعدم متابعة الطلبة حتى في السنة مره واحدة أسوة ببقية الدول , الأمر الآخر تصرف الدولة  أموال ولا تطالب المبتعثين في العودة الى الدولة وتوفير الوظائف المناسبة مما يضطر العديد من المبتعثين للبقاء في الخارج وتكبد المزيد من المصاعب وتدني المستوى التعليمي أكثر فأكثر , كلما أقدم الطالب على مرحلة متقدمة في العلم كلما أحسست بفقدان الكثير لاسباب كثيرة منها اللغة ,الإبتعاث المبكر لدرجة البكالاريوس ,الاساس الهش , ضعف التعليم في البلد وأسباب أخرى. 

 نواصل الماستر والدكتوراه ليس رغبة في العلم بل هروب من الواقع , سوف ناخذ الشهادات العليا وقد يصبح أحدنا وزيرا او مسوؤلا في الدولة في المستقبل  بمجرد أنه حصل على شهادة او لدية وساطة في البلد , هذا هو الواقع ولا يخفى على أحد منا ومن يقول عكس ذلك يشاهد ما يحدث في البلد الان .

 أعود لتكملة الموضوع, فبعد أن أكملت دراسة البكالاريوس قدمت على إستمراية من الدولة لمواصلة الماستر ولم أحصل على ذلك أيضا لأن العم أيوب في البوابة, فقررت أن لا أساهم في الفساد والرشوة , بعدها حصلت على منحة جامعية أكملت دراسة الماستر وحصلت على عمل بعيد عن التخصص بعد عناء البحث عن نفس المجال ورفض اغلب الدول العربية في اعطاء الفيزة للعمل مع الشركات الصينية في تلك الدول . 

ما أود قوله هو أن الخسران الأول والأخير هوأناا وأنت في حال عدم استغلال الوقت والمال خصوصا بعد أحدات اليمن الاخيرة توافد أولاد الدفع الرباعي إلى الصين بغرض اللجوء ليس للتعلم ,لذلك نصيحة لكل الزملاء مجددا المال العام او الخاص هو مالك استثمره  ,نصيحة للرفاق متوسطي الدخل او الطبقات الفقيرة إستمروا في الكفاح , مستقبلك أنت من تصنعه بغض النظر عن التخصص الذي درستة  وعن العمل الذي سوف تحصل عليه في المستقبل , إهتم في التطوير الذاتي الى جانب الشهادة وسوف تكون كل الابواب مفتوحة امامك عدا باب اليمن.

ملاحظة :

 الإعتراف بالحق فضيلة  وإنتقاد فساد الدولة وفساد الذات أمور لابد منها نحو التصحيح , لا نقلل من إمكانية أنفسنا وإمكانية الدولة , الطالب اليمني معروف ذكي بالفطرة يحتاج الى دولة ومجتمع يهتموا فيه ...أتمنى التوفيق للجميع  والاستفادة من ما ذكر سابقا لكي لا تتكرر نفس الاخطاء.