查看原文
其他

التبرعات , طريقهم للجنة وطريقنا للنار | عصام الكباري

منوعات TamamArabic 2020-02-11

نرحب بكتاباتكم الهادفة على منصة تمام



اليوم حالتنا لأحد الطلاب التي أنقطعت به السبل وقد أبلغته الجامعة إما أن يدفع الرسوم أو يغادر الصين


اليوم حالتنا لأحد الطلاب في المستشفى بعد أن أصابته قذيفة في اليمن أو سوريا


اليوم حالتنا لأم أحد الأصدقاء وهي تعاني من سرطان الثدي


هكذا تعج وسائل التواصل سواء في البلد الأم أو خلال إقامتنا بالصين, لكن بعد أن تكتمل حملة تلك التبرعات لتلك الحالة ما الذي يحدث بعد؟


نظرة أخرى للحالات المذكورة أعلاه سوف تعفيني عناء تكرار ذالك السرد وتصلك بفكرتي بشكل مباشر


إقراء أيضا

منشورات شائعة  قد تقودك الى غير الطريق

إسألوا الأصلع | فارس المؤيد

النفاق الذاتي | د.زكريا المذحجي

فن الإسقاط وجحيم السقوط | سميح مَدَار

حتى وإن | أدهم شرقاوي

رسالة عاجلة إلى معالي السفير


الصدقة محمودة , وهي من القلائل التي لا يختلف عليها أحد لفضلها الكبير على صاحبها وعلى المجتمع, ولكن هل من المعقول أن تستمر الصدقة بتلك الصيغة؟ وهل يعقل أن نستمر بحملات التبرعات لنفس تلك الأهداف ولحالات تجعلنا نيأس بأن تلك الصدقات باب مفتوح لجنتهم وجحيمنا هنا على الأرض؟


أخي الكريم قبل أن تصدر حكما علي بالجنون , أرجوا أن تقرأ معي ما كتبت حتى النهاية, أنا أحب الصدقة , وأمارسها بشكل دوري وأشعر بسعادة غامرة عندما أفرغ من جيبي بعض مما رزقني الله به , لكن هل يعقل أن نتألم لأشخاص ولحالات ولا نتمكن من تشخيص المشكلة وحلها جذريا؟


تبلغ قيمة التبرعات المحصلة داخل الصين أرقاما فلكية , فمتوسط الحالات اليومية التي أراقبها لوحدي حالتان  بمعدل 20 ألف يوان لكل حالة, وهذا رقم كبير جدا نظرا لصغر دائرتي من المعاريف ومعرفتي القليلة بتلك الحالات , لكني أتذكر كيف كنت متحمسا لإنطلاق تلك الحالات في البداية , فقد كانت طريقا منيرا نفتقده في بلد تندر فيه الحالات الإنسانية, لكني أشعر بالملل والعياذ بالله لتكرار تلك الحالات , وأنا لا أجد فائدة من نقودي التي تخرج سوى أنها مفاتيح للجنة أبتغي منها أن تطفىء غضب الله على , فأنا لا أجد حلول جذرية تقدمها تلك المبالغ الهائلة سوى أنها تقدم الخدمة لواحد من الأف المحتاجين.


هناك العشرات من حالات السرطان سنويا , والعشرات من حالات لطلاب يحتاجون رسوما دراسية , والعشرات من الحالات لإطعام مسكين أو كفالة يتيم سنويا , لكن هل دعمنا لهم سيوقف تلك الحالات؟ لا وألف لا , فإذا كنا ندعم تلك الحالات على حساب حالات أخرى لا تصلنا , لما لا نترك هذه الحالات أيضا جانبا ونفوم بحملات تبرعات لمشاريع كبرى تكون حلا جذريا ولو لجزء بسيط من تلك الحالات.


هذه دعوة لكل القائمين على عمل الخير بكافة مجالاته , إن كنتم تكترثون حقا وأنا على ثقة بأنكم تكترثون لهم , فيجب عليكم قبل غيركم بالمبادرة لإنشاء مستشفيات صغيرة , لفتح مصانع أغذية صغيرة, لفتح مدارس تعليمية  فلربما ترك تلك الحالات جانبا فيه جانبا من الخطأ لكن العلاج الجذري لتلك الحالات أو بعضها لهو الصواب  بحد ذاته , وإن كانت المساعدات لحالات فردية جزء من تاريخنا وثقافتنا , فتلك الحالات مرت بمجتمعات تندر فيها تلك الحالات , ويتعذر على الناس الوصول إليها , أما وقد إن هكذا حالات أصبحت في كل مكان وبشكل لا يصدق خصوصا مع حال أمتنا اليوم, فإن الحلول الجذرية هي الحل الوحيد لها.


وأخيرا , أنا لست هنا لأمنع الخير , إستمروا بعطائكم , ولنستمر بالعطاء مطالبين بحلول جذرية من القائمين على هذه الحالات.


ولنستمر بالدعاء لكل محتاج , ولنتذكر بأننا أكثر منهم حاجة , فالمصائب كفارة للمعاصي , والخير الذي أنعم الله به علينا لهو أكبر دليل على حاجتنا للتقرب إلى الله وإليهم لنحافظ عليه ولنكفر على بعض خطايانا


    您可能也对以下帖子感兴趣

    文章有问题?点此查看未经处理的缓存