查看原文
其他

فوبيا الأطباء و المستشفيات | د. بسمة الحارث

كتابات TamamArabic 2020-02-11


 

يشتكي الكثيرون من أفراد الجالية العربية المقيمون في جمهوية الصين الشعبية من المعاملة الطبية التي يتلقونها في أغلب زياراتهم الى المستشفيات في أرجاء المدن و المقاطعات الصينية ، حيث تكاد تنتهي معظم زيارات المريض العربي إلى المستشفى بإحدى النتائج التالية : 

1. لم يفهم المريض العربي شيء مما قاله الطبيب .

2. لم يدرك المريض العربي مدى خطورة مرضه .

3. يُسئ المريض العربي فهم مقصد الطبيب خصوصاً في الحالات المستدعية للرقود في المشفى أو عمل فحوصات أكثر دقة .

4. التشكيك التام بقرارات الطبيب المعالج للحالة خصوصاً في حالة إلزام الرقود في المشفى أو إجراء عملية ما . 

 

سأتحدث عن بعض الأسباب التي أراها - من وجهه نظري -ساهمت بشكل كبير بخلق فوبيا الأطباء و المستشفيات هنا في الصين عند معظم العرب ، وأناقش بعض الحلول التي لها أن تفيد إخواننا و أخواتنا من الجالية العربية في فهم الوضع و الطرق نحو الحصول على رعاية طبية عالية الجودة . 


أولاً : الفجوة اللغوية  .

إن صعوبة التواصل بين المريض و الطبيب تعيق بشكل كبير فعالية المعاينة الطبية و الكشف الصحي ، و تزيد من فرص إساءة الفهم و التشكيك بمستوى العناية التي يتلاقاها المريض. 

حيث يلجأ الكثيرون لتوظيف المترجمين للمرافقة عند الذهاب للمستشفيات و المراكز الطبية ، ولهذا أن يرفع من مستوى العناية المتوقع تلقيها ولكن احرص أن تسرد سرد مفصل بتفاصيل أعراضك للمترجم نوعها و مدتها و غيره و ذلك لأهمية هذه التفاصيل للطبيب المعالج للوصول إلى تشخيص حيث أن الكثير من التفاصيل تضيع وقت الترجمة و يفضل البحث عن مترجم ذو خبرة  و احتكاك بالمحتوى الطبي . كما أن جهل الكثيرين من المتحدثين باللغة العربية بأسماء الأمراض بالعربية الفصحى و ذلك بسبب تأثير اللهجات و كذلك ابتعادنا اللامبرر عن استخدامها . 


 ثانياً : الخلفية الحضارية  و المعتقدات.

تؤثر الخلفية الحضارية للشعب الصيني بشكل كبير على طريقة تقديم الخدمة الصحية و الشئ الذي يعترف بها الصينين أنفسهم . 

ففي مجتمع لا يؤمن بقضاء أو قدر و لا يؤمن بإله شافي يجعل الأطباء يعاملون مرضاهم بطريقة لم نعتد عليها في بلداننا العربية . 

استمعت الى شكاوى الكثيرين عن حب الأطباء الصينين لترويع أبسط المشاكل و تخويفهم من أدنى احتمالات أو مضاعفات مرض معين . حيث لا يفهم المريض العربي بأن ما يفعله الطبيب الصيني في هذه الحالة هو إعلام المريض بجميع الاحتمالات االتي يمكن أن يتطور لها مرضه و أن يفهمه خياراته الطبية و يجعل له الحرية بإختيار مصيره و من ثم التوقيع على ذلك و ذلك تجنباً للمشاكل التي يعاني منها الأطباء بأعداد هائلة من ملاحقات قانونية تسلبهم كل ما يملكون تارة و تنتهي بأن تمنعهم من حق ممارسة المهنة تارة أخرى . بينما يقول المريض العربي ( على الله  ) ، لا يجد المريض الصيني ما يقول و هنا يتم وضع اللوم على الطبيب بأعذار متنوعة تجعل الطبيب الصيني قليل الحيلة فلا يجد حل آخر سوى إتباع الطريقة المذكورة أعلاه. 

لذلك فإن علمك و فهمك لهذا الأمر له أن يخفف من على صدرك العبء لتفهم أن المسألة ليست تعظيم للمشكلة أو ترهيب للمريض بل هو بروتوكول يجب على الطبيب شرحه للمريض تماماً كما يجب على المريض استيعابه . 


إقراء أيضا

كن أنت | صلاح النهام

ما أسلحة الصين في حربها التجارية مع الولايات المتحدة؟

الروبوت قاتلة

كما أنت | طارق المحجري


 

ثالثاً : إختلاف المفاهيم الطبية .

يخاف المريض العربي من كلمة ( رقود في المشفى ) حيث وأن في مخيلتنا كل حالات الرقود لابد وأن تكون حالات خطرة ، فيرفض معظم المرضى العرب اقتراح الطبيب الصيني و قد يفهمه البعض كأنه حباً و طمعاً في المال . معظم المستشفيات تتخذ معايير معينة للسماح بالمريض بالرقود في المشفى حيث نعلم عدد المرضى الهائل في الصين و كما نعلم وجود العديد من شركات التأمين و التي توفر تعويض بنسبة معينة فقط لحالات الرقود فلذلك فإن الحالات التي لا تستدعي الرقود في المشفى لن يسمح لها في ذلك في أغلب الأحيان . 

إن إعطاء و اقتراح الطبيب للمريض موافقة الرقود في المشفى إما أن يعني أن الحالة شديدة جداً و تحتاج الى مراقبة عن كثب ، أو أن الحالة تحتاج الى استخدام مغذيات مضاد حيوي و جلسات استنشاق مع تقييم مستمر خصوصاً في حالات الرضع المصابين بالتهابات الصدر ، أو أن التشخيص غير معروف و يستدعي عمل فحوصات أكثر دقة من السهل ترتيبها أثناء فترة الرقود و أكثر توفيراً لمن يملكون تأمين صحي .  كحلٍ للمريض العربي و لتجنب سوء الفهم و الذي يؤدي عادة الى تدهور حالة المريض ، اطلب من الطبيب أن يفهمك بوضوح عن سبب اقتراحه للرقود في المشفى و اسأله عن كل ما يدور في بالك ، حينها فقط و عند فهمك لما يفكر فيه الطبيب له أن يكسبك ثقة نحو طبيبك و يزيد من نسبة تعاونك مما يرفع من جودة العناية الطبية التي سيتلاقاها المريض .


لا أطيل عليكم ، فإن الأمثلة لبعضٍ مما ذكر سابقاً كثيرة جداً ، حيث ما هي إلا بعض العوامل و النقاط التي لاحظتُ تكررها في وسط أفراد الجالية العربية و التي جعلت الكثيرون يعزفون عن طلب العناية الطبية ليصابون بما اسميته (فوبيا الأطباء و المستشفيات ) في الصين .ولذلك أتمنى أن يكون في مقالي إضافة ذات فائدة وله أن يفتح مداركك عزيزي القارئ لتفهم أكثر ظروف الوسط الطبي الذي تعيش فيه و يجعلك قادراً على الحصول على رعاية طبية أفضل عند الحاجة في المرة القادمة. 

أمنياتي لكم بالصحة و العافية . 



    您可能也对以下帖子感兴趣

    文章有问题?点此查看未经处理的缓存