العَزْلُ الصِحّي بفهمومٍ آخر | عمّار عبّاس

كتابات مشابهة

---

بسم  الله الرّحمٰن الرّحيم

أضنُّها من أشد وأعسر البدايات لعام جديد لدولة الصين، حيث يمر الشعب الصيني بأوقات عصيبة سببها وباء الكورونا اللذي تسبب في عزلٍ صحّي لملايين البشر، أغلب الجامعات الصينية قامت أيضاً بعزل طلابها ومنعتهم من الخروج عن أسوار الجامعة، الخبر اللذي أثار ضجةً عند كل الطلاب المقيمين داخل جامعاتهم، منهم من سافر قبل "العزل الصحي " بأيام ورأى نفسه بأنه "محضوظ" ،والبعض الآخر يرى نفسه عالقاً في جامعته لا حيلة له بالخروج، يعيش طيلة يومه بروحٍ تملؤها الكآبة من "سوء" الحظ اللذي يلاحقه. 

رسالتي هذه لهذا "بعض الآخر" الذي  يرى نفسه "معزولاً صحياً " ومقيد ولا يملك الحرية الكافية .

سؤال أولاً: كم مرة رغبت بالسفر لمكانٍ لا يقطنه أحد لتستريح؟!  

كم مرة شعرت وکأنك تحمل الكرة الأرضية على ضهرك من كثرة الهموم وودت لو تجد لنفسِك دقائق تحدث بها نفسَك؟!  

هلّا نظرت لمفهوم "العزل الصحي" من زاوية أخرى وجعلته "عزلٌ نفسيّ" وتخلو به مع نفسك.

لديك ما لديك من أهداف ووقتك لا يسعُك لتحقيقها!!!، ألا تجدها الفرصة الأنسب للبدء بالتخطيط الصحيح ومراجعة النفس! 

دعك من مداولة أخبار الكورونا والقلق المفرط بشأن زيادة إنتشاره، قلقُك لا يخدم القائمين  على منع انتشاره بشيء! 

دعك من هذا كله وابدأ أولاً بالخلوة مع نفسك لأيام قلائل تبدأها بمحاسبةٍ  لنفسِك من أخطاءٍ وتجاوزاتٍ قمت بها، ثم انتقل لكتابة ما ترغب فعلاً القيام به خلال هذه الفترة، إبعد عنك مفهوم "قتل الوقت " وأبدله بـ"إستغلال الوقت" .

إستغل وقتك بالإستعداد للترم الدراسي الثاني إن كنت طالباً ،او بالعمل على مشروع تخرجك إن كنت مقبلاً على التخرج، أو التطوير من نفسك في مجال عملك، إن كنت خريجاً وبدأت بالعمل او مقبلاً عليه، أو حتى مارس هواياتك المفضلة بدلاً من السهر المفرط والنوم طوال اليوم بحجة "قتل الوقت" !!

هي مجرد أيام وستنتهي، وستندم فيما بعد إن لم تستغلها حسن الإستغلال، بل وليكن في علمك أن الدراسة "أو العمل" سيكونان أكثف بكثير  من أي وقت مضى تعويضاً لما تم إضاعته من تأجيل. 

إن أحسنت إستغلال وقتك الآن، فستدرك بإنك أنت "محظوظ" بعدم المغادرة. 

الأمور ببساطة تحتاج إلى تفكيرٍ  إيجابيّ وحسنُ إستغلالٍ للفرص ، واللَّه الموفق

سجل صوتك إلى جانبنا من هنا

أو عبر هذا الرابط

---

مشاركات لكتاب تمام

---

مواضيع مهمة