أحلام وردية | أشرف حيدرة

أحياناً يكون هناك أحساس يتوهمه الناس مع بداية كل عام بأن شيئاً ما على وشك أن يحدث، وأنه سيكون بداية لزمن مختلف،،،لا يدركون أن الزمن ما هو إلا فترة واحدة لا تتجزأ، نهاية ديسمبر هي مثل بداية يناير، لن يحدث أي تغير سيفاجئك أو يلفت انتباهك، أنت وحدك من تعيش ذلك الوهم معتقداً أن زمناً جديداً على وشك البدء خلال اللحظات 

الاولى من بداية العام.

مضى ديسمبر مثل بقية الشهور تاركاً وراءه الأنفجارات وحوادث القتل، وها نحن الآن نقف تحت وطأة عام مأسآوي بامتياز، عام توالت فيه الكوارث واحدة تلو الأخرى، عام أطل علينا من غابات أستراليا، ليتصاعد مع لهب نيرانها ليصل الى كوكب الصين ليعلن عن وباء "الكورونا " الفيروس الذي بات اليوم مصدر ذعر للعالم بعد ارتفاع عدد ضحاياه. 

فالغموض مازال يلف طبيعة الفيروس المسبب لهذا المرض ويحول بينه وبين اكتشاف اللقاح. والصين تسابق الزمن من أجل التوصل الى لقاح للحد من هذا الفيروس، وكلنا على أمل وثقة بأن أمبراطورية كأمبراطوية بلاد التنين قادرة على التغلب عليه. 

نعم يا سادة ! لقد تمكن الإنسان من تجزئة الزمن بتحويله الى تواريخ وأرقام، بشكل يخلق شعوراً وهمياً بأن هذة الطريقة سوف تحمل تغيرات حاسمة في الحياة وتبث شعوراً متجدداً لديه. 

هذا النوع من التقسيمات للزمن تجدي نفعاً لتحديد موعد بداية ونهاية كلاس دراسي او أجتماع لرجال أعمال وكذلك يجدي نفعاً في التعاملات الوظيفية ؛ لكنها تغدو رمزاً لبؤس الإنسان حين يعلق عليها آمال وأحلام وردية ويعيش مأسوراً بها.

كفاكم تفاؤلاً يا سادة فالعواقب النفسية أشد فتكاً من المصائب نفسها.

---

مشاركات لكتاب تمام

---

مواضيع مهمة