التطبيل في زمن كورونا | أشرف حيدرة

كتابات سابقة لنفس الكاتب

---

فلسفة التطبيل والتلميع ظاهرة متأصلة في ثقافتنا نحن العرب، إلا أنها أزدهرت في الآونة الأخيرة بشكل لا يتصور، فكل فئة معها ما يكفي من المطبلين.

كواقع نعيشه هذة الأيام نجد أن ثمار التطبيل وتلميع الأشخاص والدول تؤتِي أُكُلَهَا كل حين. أنا لا أستنقص من الأشخاص الذين تم تلميعهم فرُبما يكونوا مبدعين في مجالاتهم، ولكن ما أقصده هو أن التطبيل والتلميع الزائد عن اللزوم يخرج الأمور عن واقعها وحقيقتها، ويصّور لنا ما لا يمكن تصوّره، يمزج الحقائق بأقاويل المطبلين وتوصيفهم مما يشكل عائقاً في فهم الوقائع والأحداث بل ويضفي عليها طابعاً من الزيف.

وبما أن الأنسان كائن متغير، يتغير بتغير الأحوال والأزمنة؛ لذا تجده يعيد النظر في علاقاته وأسلوب حياته كلما ارتفعت وتيرة التطبيل.

عادة ما تكون الأزمات بيئات أكثر خصوبة لهذا الصنف من الناس، يصعدون من خلالها عبر أوتار المطبلين وفرق التلميع.

غالِباً ما تعلو أصوات المطبلين على عامة الناس، فيشكلون شبكة متلاصقة الخيوط لا تترك مجالاً للفرد للخروج منها لرؤية الأمور على حقيقتها، فتجد القنوات الأعلامية مكتظة بهذا الصنف من الناس، وبالتالي تنتقل الصورة إلينا فقط كما يرسمها أولئك من يملكون جنوداً من المطبلين.

أرتفاع وتيرة التطبيل يفقد الأحداث رونقها وبريقها، يجعل الحقائق تبدو وكأنها أخباراً كاذبة، بل وتُعد السبب الرئيسي للتراجع وتكدس المشاكل في المجتمعات العربية.

عند أستقرائك للحُقب الزمنية التي مرت على مدار العصور ستجد إننا نعيش أزهى عصور التطبيل بأرقى أساليبه وصوره.

كُنا وما نزال من أسوأ الدول لأننا نعتقد أن التطبيل والتلميع يساهمان في السيطرة على عقول الناس وتوجيههم وفقاً لما يريده المطبلون، بيد أن التطبيل والنفاق والتملق لا يمكن أن تكون أسُس بناء وطن أو تقدم مجتمع.

---

مشاركات لكتاب تمام

---

مواضيع مهمة