查看原文
其他

"على الصينى".. والأثر الطيب


كتبت- جهاد فخري

لعل أجمل ما يتركه الإنسان من ذكرى فى نفوس الناس هو الأثر الطيب.


هذا الأثر قد يجعلهم يبتسمون حين تأتي سيرتك في الحديث، ويتمنون لو أنك معهم الآن.


 قد يكون أثرك الطيب أنك قدمت مساعدة لأحدهم عندما احتاج ذلك، أو كنت جديرا بالثقة التي اعطاها لك الآخرون، ولم تخونها يوماً، أو أنك تحملت المسؤلية الملقاة علي عاتقك دون شكوي، وقد يكون أثرك الطيب مجرد ابتسامة صغيرة تظهر علي وجهك عندما تتلاقي عيناك بأعين أحدهم.



سوف أحكي اليوم عن أكثر شخصية تركت أثراً فى نفوسنا..




"علي" أو كما يلقبه المصريون بالشركة بلقب "علي الصيني"، هو شاب صيني يبلغ من العمر ٢٦ عاماً ، يعمل منذ سنة، بقسم شئون العاملين، فى الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية، وهو المسئول عن شئون العمال، بموقع العمل فى منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، الذين قد يصل عددهم إلى ٦٠٠عامل .


 علي يتقن اللغة العربية الفصحي، بل والعامية المصرية، ايضاً، وربما هذا هو السر وراء حب المصريين العاملين بالشركة له، وعلي الرغم من أنه جاد في عمله، ومتفوق فى أدائه، فهو  شخص مرح يعشق المزاح مع المصريين.


 في باديء الأمر، كنت أظن أن سلوكه هو مجرد ذكاء إجتماعى لإستغلال الفرصة، واتقان اللهجة العامية بممارستها مع المصريين، لكني ادركت- لاحقاً- أن هذه هي طبيعته، عندما رأيت الإبتسامة لا تغيب عن وجهه فى ذروة العمل، فهو يعرف جيداً كيف يحول ضغوط العمل إلي أجواء من المرح والبهجة كي ينجز عمله، بالطريقة التي يفضلها.





عندما بدأت العمل بالشركة، كانت تواجهني بعض الصعوبات في مصطلحات اللغة الصينية، وكان أول من يأتي ببالي هو "علي"، كنت اركض إليه ليساعدني علي فهم المصطلحات، كان لا يبخل علي بأي معلومة يعرفها، بل يزيد عليها ببعض المعلومات الأخري.



في أوقات فراغه كان على يأتي ليعلمني بعض المصطلحات الشائعة، التي يستخدمها الصينيون بشكل دائم، وأنا- ايضاً- كنت احاول جاهدة لتعليمه بعض المصطلحات بالعامية المصرية، وكان سريع التعلم ويتذكر بسهولة.


لا اظن أن علي قد ساعدني وحدي فقط، فكلما قابلت أحد العاملين بالشركة اجده يثني عليه سواء لما قدمه له من مساعدة قبل ذلك، أو لما يملك من صفات طيبة، لا تتوفر لدي الكثيرين.


أما عن تعامله مع العمال في كل مجال فلم اجده يوماً يقسو عليهم، أو يوجه لهم التعليمات بطريقة يشوبها الغرور فكان يعاملهم كأخوته ويوجه لهم اللوم بلطف. 



منذ فترة قصيرة، تقدم على باستقالته من شركتنا، بسبب إضطراره للعودة إلى بلدته فى الصين، لإتمام مراسم الزواج .


علي الرغم من أننا كنا نتمني أن يستمر علي  العمل معنا، إلا أننا فرحنا كثيراً لخبر زواجه وذهبنا جميعا لتهنئته.





لقد عاد على-  بالفعل- إلي بلدته فى الصين، وسوف يظل أثره الطيب حاضرا فى أعماق أعماق قلوبنا، ونتمني له النجاح والتوفيق.

هل تريد أن يذكرك الجميع بكل خير بعد رحيلك؟ 


إن كانت اجابتك بنعم ، فعليك أن تسعي جاهدا لتترك أثراً طيباً.


بالضبط، مثلما فعل على فى نفوسنا جميعا.


المقدمة : P3

الكاتبة : جهاد فخري

المحررة : سكينة تشن كون



    您可能也对以下帖子感兴趣

    文章有问题?点此查看未经处理的缓存