تدرجت معرفة الموظفين عن الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية

لم تكن معلومات أيمن (33 عاما) عن الصين، قبل سنة تقريبًا، تتجاوز كونها الدولة الآسيوية، صاحبة أكبر عدد سكان. 

الأمر اختلف تمامًا عندما جاءته فرصة عمل بأحد مواقع الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) بالعاصمة الإدارية الجديدة. 

يقول الشاب الثلاثيني إنه في البداية تعامل مع وظيفته كمصدر رزق لا أكثر، لكنه بمرور الوقت، اكتشف ميزة للعمل إلى جوار عمالة صينية، ساعدته في فهم أشياء عن ثقافة بلادهم.

تجربة أيمن في العمل بشركة صينية- كانت بمثابة جسرًا للتعرف على ثقافة الصين القديمة- تمثل جزءًا من تحول جديد يعرفه المجتمع المصري. 

فبعد سنوات من اقتصار المعرفة المصرية بالثقافة الصينية على شبان صينيين قدموا إلى مصر، مطلع الألفية الحالية، لبيع منتجاتهم الصينية لربات بيوت الأحياء الشعبية، طرأ تحول سببه تراجع هذا الحضور الصيني في المجتمع المصري، مقابل اتساع في الدور الرسمي الصيني.

والمقصود بهذا الدور هو تكثيف الأنشطة الثقافية من قبل المؤسسات الصينية في مصر، بداية من السفارة الصينية مرورًا بالمركز الثقافي الصيني وأخيرًا الشركة الصينية" CSCEC" التي تولت مهمة بناء حي المال والأعمال (منطقة الأعمال المركزية) بقلب العاصمة الإدارية الجديدة، فى إطار اتفاق عُقد في  يناير 2016، مع وزارة الإسكان المصرية، وبحضور الرئيسين الصيني والمصري، شي جين بينج وعبد الفتاح السيسي.

إلى جانب دورها المعماري، تولي " الشركة الصينية" CSCEC" أهمية لتوفير أنشطة تعريفية لعمالها المصريين على الثقافة الصينية، إذ بادرت بفتح قاعة سينما لعرض فيلم روائي طويل يحكي قصة حياة الفيلسوف الصيني، كونفوشيوس (479:551 قبل الميلاد).

  أحمد كمال، مسئول السلامة والصحة المهنية وأحد الحاضرين للعرض، عبّر عن إعجابه بالفيلم وبتجربة عرض أفلام صينية بشكل عام، قائلًا إنها استثنائية خاصة وأن المصريين اعتادوا الإطلاع على أفلام غربية الصنع في غياب للسينما الصينية.

ولفت كمال (30 عام) إلى أنه بجانب المعلومات التي استاقها من الفيلم عن الفيلسوف الصيني فعمله بالشركة الصينية بشكل عام أضفى تحول على رؤيته للصين كدولة ومجتمع وشعب.

بالتوازي كان "جاك" المهندس الصيني الذي عبّر عن سعادته بعمله في مصر، لاعتقاده بأن الظروف اتاحت له فرصة أن يكون جسرًا تمر عليه ثقافة بلاده إلى شعب أخر.

ويذكر الشاب العشريني صديقه المصري الذي يلازمه العمل يوميًا واعتاد سؤاله عن الكثير من العادات الصينية، حتى إنه أصبح مدركًا لبعض المصطلحات باللغة الصييية.

يشار إلى أن الشركة تستهدف زيادة عدد العمالة المصرية المشاركة في المشروعات، إذ وصلت حتى أكتوبر الماضي، إلى 2500 عامل مصري وفقًا لتصريحات صحفية لمسئولي الشركة الصينية، ومن المتوقع زياداتها إلى 5000 مصري بحلول يونيو 2020.

وتتولي االشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية إنشاء مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة بواقع عشرين برجا، منهم 10 أبراج إدارية، و6 أبراج سكنية وبرجان للفنادق والمولات، علاوة على البرج الأيقوني وهو أطول برج في أفريقيا بواقع 385.5 متر.

ومن المتوقع الإنتهاء من المشروع بحلول 2021، ومن البرج الأيقوني خلال 2022، على أن تليها مرحلة إنشاء حي متكامل.

المقدمة : زينب إسحاق( فرع P7 )