سري للغاية | أيمن الرويشان

في أمسيةٍ ممطرة كشر فيها الشتاء عن أنيابه مزهمراً ، عدت إلى غرفتي مسرعاً ثم وضعت مظلتي جانباً ، خلعت معطفي و حذائي ، و بدات اقلب بين الأرفف و الإدراج عن حبرٍ و قلم و ورقة لا تمانع إن سطرت عليها بعض الأحرف و الكلمات . 

وجدت كل ما كنت ابحث عنه  ، وضعت الحبر على القلم و سدلت الورقة على سطح درج مكتبي ، تأكدت قبلها من أن ستار النافذة محكم الإغلاق و من ثم  باشرت بتأمين الباب بإحكام مفرط حتى كدت اخلع مقبض البوابة بيدي اليمنى ، و لولا ان راحة يدي كان يكسيها البلل لذهب المقبض ضحية الوسواس .

توجهت بعدها الى الطاولة و بدأت اكتب رسالتي السرية الى صديقي : ( صديقي العزيز ... بعد التحية ) ، ثم توقفت لبرهة ، و بعدها أكملت النص قائلاً : ( أني اكتب إليك اليوم هذه الرسالة الهامة و ارجو ان تعيرها كل الاهتمام و أتمنى كذلك بأن لا تفلت بيد غيرك ، صديقي أردت ان اخبرك بأن هنالك من يتأمرون ضدك و يرغبون بأن يردونك قتيلاً ، صديقي عليك ان تتنكر بأي زي اخر عدى السمنة المفرطة، فقد اصبحت الدهون تكسي بدنك بشكل واضح و بت سهل الافتراس  ، صديقي انهم يكيدون لك العديد من المصائد فهم يروجون للطعام السريع زاهي المنظر و الحلويات مشبعة الدهون لذيذة المذاق في كل مطعم و زقاق ، صديقي عليك ان تتنكر ليس بتغيير قصة شعرك و لا بحفي شاربك ولا حتى بخلع ملابسك و إنما بممارسة الرياضة اليومية لإنقاص بعض الوزن حتى يصعب عليهم تمييزك ، صديقي عليك ان تبتعد عن مصائدهم فصحتك تهمني و بقاءك يُلهمني .... كن بسلام يا صديقي و لا تجعل للأمراض المزمنة طريق الى بدنك ! )

مطاعم الوجبات السريعة و النمط الاعلامي المتوحش الذي  تقدم من خلاله  أطباقها قد يكون هو الطريق الأسرع إلى الجنة ، فمخاطر الوجبات السريعة لا تقل بتاتاً عن مخاطر التدخين !

من اقوالي المأثورة

ايمن الرويشان

---

مشاركات أخرى لكتاب تمام

---

مواضيع مهمة